فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أما قوله: {وجعلناهم أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار} فقد تمسك به الأصحاب في كونه تعالى خالقًا للخير والشر، قال الجبائي المراد بقوله: {وجعلناهم} أي بينا ذلك من حالهم وسميناهم به، ومنه قوله: {وَجَعَلُواْ الملئكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا} [الزخرف: 19] وتقول أهل اللغة في تفسير فسقه وبخله جعله فاسقًا وبخيلًا، لا أنه خلقهم أئمة لأنهم حال خلقهم لهم كانوا أطفالًا، وقال الكعبي: إنما قال: {وجعلناهم أَئِمَّةً} من حيث خلى بينهم وبين ما فعلوه ولم يعاجل بالعقوبة، ومن حيث كفروا ولم يمنعهم بالقسر، وذلك كقوله: {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا} [التوبة: 125] لما زادوا عندها ونظير ذلك أن الرجل يسأل ما يثقل عليه، وإن أمكنه فإذا بخل به قيل للسائل جعلت فلانًا بخيلًا أي قد بخلته، وقال أبو مسلم معنى الإمامة التقدم فلما عجل الله تعالى لهم العذاب صاروا متقدمين لمن وراءهم من الكافرين.
واعلم أن الكلام فيه قد تقدم في سورة مريم (83) في قوله: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشياطين عَلَى الكافرين} ومعنى دعوتهم إلى النار دعوتهم إلى موجباتها من الكفر والمعاصي فإن أحدًا لا يدعو إلى النار ألبتة، وإنما جعلهم الله تعالى أئمة في هذا الباب لأنهم بلغوا في هذا الباب أقصى النهايات، ومن كان كذلك استحق أن يكون إمامًا يقتدى به في ذلك الباب، ثم بين تعالى أن ذلك العقاب سينزل بهم على وجه لا يمكن التخلص منه وهو معنى قوله: {وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ} أو يكون معناه ويوم القيامة لاينصرون كما ينصر الأئمة الدعاة إلى الجنة.
أما قوله: {وَأُتْبِعُواْ في هذه الدنيا لَعْنَةً} معناه لعنة الله والملائكة لهم وأمره تعالى بذلك فيها للمؤمنين، وبين أنهم يوم القيامة من المقبوحين أي المبعدين الملعونين، والقبح هو الإبعاد، قال الليث يقال قبحه الله، أي نحاه عن كل خير.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: من المشئومين بسواد الوجه وزرقة العين، وعلى الجملة فالأولون حملوا القبح على القبح الروحاني وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، والباقون حملوه على القبح في الصور.
وقيل فيه إنه تعالى يقبح صورهم ويقبح عليهم عملهم ويجمع بين الفضيحتين. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.
قال ابن عباس: كان بينها وبين قوله: {أنا ربكم الأعلى} أربعون سنة.
{فأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانَ عَلَى الطِّينِ} قال قتادة: هو أول من طبخ الآجر.
{فَاجْعَلَ لِّي صَرْحًا} الصرح القصر العالي. قال قتادة: هو أول من صنع له الصرح.
{لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} الآية. فحكى السدي أن فرعون صعد الصرح ورمى نشابه نحو السماء فرجعت إليه متلطخة دمًا: قد قتلت إِله موسى.
قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} قال قتادة: بحر يقال له أساف من وراء مصر غرقهم الله فيه.
قوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} يعني فرعون وقومه، وفيه وجهان:
أحدهما: زعماء يُتْبَعُونَ على الكفر.
الثاني: أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر.
{يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} فيه وجهان:
أحدهما: يدعون إلى عمل أهل النار.
الثاني: يدعون إلى ما يوجب النار.
قوله: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} فيه وجهان:
أحدهما: يعني خزيًا وغضبًا.
الثاني: طردًا منها بالهلاك فيها.
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: من المقبحين بسواد الوجوه وزرقة الأعين، قاله الكلبي.
الثاني: من المشوهين بالعذاب، قاله مقاتل.
الثالث: من المهلكين، قاله الأخفش وقطرب.
الرابع: من المغلوبين، قاله ابن بحر. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {فأَوْقِد لي يا هامانُ على الطِّين} قال ابن قتيبة: المعنى: اصنع لي الآجُرّ {فاجْعَلْ لي صَرْحًا} أي: قصرًا عاليًا.
وقال الزجاج: الصَّرْح: كلُّ بناءٍ متَّسع مرتفع.
وجاء في التفسير أنَّه لمَّا أمر هامان وهو وزيره ببناء الصَّرْح، جمع العمَّال والفَعَلة حتى اجتمع خمسون ألف بنَّاء سوى الأتباع، فرفعوه وشيَّدوه حتى ارتفع ارتفاعًا لم يبلغه بنيان أحد قَطٌّ، فلمَّا تمَّ ارتقى فرعون فوقه، وأمر بنُشَّابَةٍ فرمى بها نحو السماء، فرُدَّت وهي متلطِّخة بالدَّم، فقال: قد قتلتُ إِله موسى، فبعث الله تعالى جبريلَ فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع، فوقعت قطعة على عسكر فرعون فقتلتْ ألف ألف رجل، ووقعت قطعة أخرى في البحر، وأخرى في المغرب.
قوله تعالى: {لَعَلِّي أطَّلِعُ إِلى إِله موسى} أي: أصعد إِليه وأُشْرِفُ عليه {وإِنِّي لأظُنُّه} يعني موسى {من الكاذبين} في ادِّعائه إِلهًا غيري.
قال ابن جرير: المعنى: أظنُّ موسى كاذبًا في ادِّعائه أنَّ في السماء ربًّا أرسله.
{واستكبر هو وجنودُه في الأرض} يعني أرض مصر {بغير الحق} أي: بالباطل والظُّلم {وظنُّوا أنَّهم إِلينا لا يُرْجَعون} بالبعث للجزاء.
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: {يُرْجَعون} برفع الياء؛ وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي: بفتحها.
قوله تعالى: {وجعلناهم} أي: في الدنيا {أئمَّةً} أي: قادة في الكفر يأتمُّ بهم العتاة، {يَدْعُونَ إِلى النَّار} لأن من أطاعهم دخلها؛ {ويُنْصَرون} بمعنى: يُمْنَعون من العذاب.
وما بعد هذا مفسر في [هود: 60، 99].
قوله تعالى: {من المقبوحين} أي: من المُبعَدين الملعونين؛ قال أبو زيد: يقال: قَبَحَ اللّهُ فلانًا، أي: أبعده من كل خير.
قال ابن جريج: معنى الآية: وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة لعنةً أخرى، ثم استقبل الكلام، فقال: هم من المقبوحين. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يا أيها الملأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِي}.
قال ابن عباس: كان بينها وبين قوله: {أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى} [النازعات: 24] أربعون سنة، وكذب عدوّ الله بل علم أن له ثَمَّ رَبًّا هو خالقه وخالق قومه.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله} [الزخرف: 87].
قال: {فَأَوْقِدْ لِي ياهامان عَلَى الطين} أي اطبخ لي الآجرّ؛ عن ابن عباس رضي الله عنه.
وقال قتادة: هو أوّل من صنع الآجرّ وبنى به.
ولما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح جمع هامان العمال قيل خمسين ألف بناء سوى الأتباع والأجراء وأمر بطبخ الآجرّ والجص، ونشر الخشب، وضرب المسامير، فبنوا ورفعوا البناء وشيّدوا بحيث لم يبلغه بنيان منذ خلق الله السموات والأرض، فكان الباني لا يقدر أن يقوم على رأسه، حتى أراد الله أن يفتنهم فيه.
فحكى السدّي: أن فرعون صعد السطح ورمى بنُشَّابة نحو السماء، فرجعت متلطخة بدماء، فقال قد قتلت إله موسى.
فروي أن جبريل عليه السلام بعثه الله تعالى عند مقالته، فضرب الصرح بجناحه فقطعه ثلاث قطع؛ قطعة على عسكر فرعون قتلت منهم ألف ألف، وقطعة في البحر، وقطعة في الغرب، وهلك كل من عمل فيه شيئًا.
والله أعلم بصحة ذلك.
{وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكاذبين} الظن هنا شك، فكفر على الشك؛ لأنه قد رأى من البراهين ما لا يُخِيل على ذي فطرة.
قوله تعالى: {واستكبر} أي تعظّم {هُوَ وَجُنُودُهُ} أي عن الإيمان بموسى.
{فِي الأرض بِغَيْرِ الحق} أي بالعدوان، أي لم تكن له حجة تدفع ما جاء به موسى.
{وظنوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ} أي توهموا أنه لا معاد ولا بعث.
وقرأ نافع وابن محيصن وشيبة وحميد ويعقوب وحمزة والكسائي: {لاَ يَرْجِعُونَ} بفتح الياء وكسر الجيم على أنه مسمى الفاعل.
الباقون: {يُرْجَعُونَ} على الفعل المجهول.
وهو اختيار أبي عبيد، والأوّل اختيار أبي حاتم.
{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ} وكانوا ألفي ألف وستمائة ألف.
{فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليم} أي طرحناهم في البحر المالح.
قال قتادة: بحر من وراء مصر يقال له إِسَاف أغرقهم الله فيه.
وقال وهب والسدّي: المكان الذي أغرقهم الله فيه بناحية الْقُلْزُم يقال له بطن مُرَيْرَة، وهو إلى اليوم غضبان.
وقال مقاتل، يعني نهر النيل.
وهذا ضعيف والمشهور الأوّل.
{فانظر} يا محمد {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين} أي آخر أمرهم.
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} أي جعلناهم زعماء يتبعون على الكفر، فيكون عليهم وزرهم ووزر من اتبعهم حتى يكون عقابهم أكثر.
وقيل: جعل الله الملأ من قومه رؤساء السّفلة منهم، فهم يدعون إلى جهنم.
وقيل: أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتّعظ بهم أهل البصائر.
{يَدْعُونَ إِلَى النار} أي إلى عمل أهل النار {وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ}.
{وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً} أي أمرنا العباد بلعنهم فمن ذكرهم لعنهم.
وقيل: أي ألزمناهم اللعن أي البعد عن الخير.
{وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ المقبوحين} أي من المهلَكين الممقوتين.
قاله ابن كيسان وأبو عبيدة.
قال ابن عباس: المشوَّهين الخلقة بسواد الوجوه وزرقة العيون.
وقيل: من المبعَدين.
يقال: قَبَحه الله أي نحاه من كل خير، وَقَبَحه وقَبَّحَه إذا جعله قبيحًا.
وقال أبو عمرو: قَبَحت وجهه بالتخفيف معناه قَبَّحت.
قال الشاعر:
أَلاَ قَبَحَ اللَّهُ البراجِمَ كلَّها ** وقَبَّح يَرْبوعًا وقبَّح دَارِمَا

وانتصب يومًا على الحمل على موضع {فِي هَذِهِ الدُّنْيَا} واستغنى عن حرف العطف في قوله: {مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} كما استغنى عنه في قوله: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22].
ويجوز أن يكون العامل في {يوم} مضمرًا يدّل عليه قوله: {هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} فيكون كقوله: {يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 22].
ويجوز أن يكون العامل في {يوم} قوله: {هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} وإن كان الظرف متقدمًا.
ويجوز أن يكون مفعولًا على السعة، كأنه قال وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.
قاله اللعينُ بعدَ ما جمعَ السَّحرةَ وتصدَّى للمُعارضةِ فكانَ من أمِرهم ما كانَ {فَأَوْقِدْ لِى ياهامان ياهامان عَلَى الطين} أي أصنعْ آجرًَّا {فاجعل لّى} منه {صَرْحًا} أي قصرًا رفيعًا {لَّعَلّى أَطَّلِعُ إلى إله موسى} كأنَّه توهَّم أنَّه لو كان لكان جسمًا في السَّماءِ يمكن الرُّقيُّ إليه ثم قال: {وَإِنّى لاظُنُّهُ مِنَ الكاذبين} أو أرادَ أنْ يبنيَ له رَصَدًا يترصَّدُ منه أوضاعَ الكواكبِ فيرى هل فيها ما يدلُّ على بعثةِ رسولٍ وتبدلِ دولتِه. وقيل: المرادُ بنفي العلمِ في المعلومِ كما في قولِه تعالى: {قُلْ أَتُنَبّئُونَ الله بِمَا لاَ يَعْلَمُ في السموات وَلاَ في الأرض} فإنَّ معناهُ بما ليس فيهنَّ وهذا من خواصِّ العلومِ الفعليةِ فإنَّها لازمةٌ لتحققِ معلوماتِها فيلزم من انتفائِها انتفاءُ معلوماتِها ولا كذلكَ العلومُ الانفعاليةُ، قيل أولُ من اتَّخذَ الآجرَّ فرعونُ ولذلك أُمرِ باتخاذِه على وجهٍ يتضمَّنُ تعليمَ الصَّنعةِ مع ما فيهِ من تعظمٍ، ولذلك نادى هامانَ باسمهِ بيا في وسطِ الكلامِ {واستكبر هُوَ وَجُنُودُهُ في الأرض} أرضِ مصرَ {بِغَيْرِ الحق} بغيرِ استحقاقٍ {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ} بالبعثِ للجزاءِ. وقُرىء بفتحِ الياءِ وكسرِ الجيمِ من رجعَ رجُوعًا والأولُ من رجع رجعًا وهو الأنسبُ بالمقامِ.
{فأخذناه وَجُنُودَهُ} عقيبَ ما بلغُوا من الكفرِ والعتُوِّ أقصى الغاياتِ {فنبذناهم في اليم} قد مرَّ تفصيلُه وفيه من تفخيمِ شأنِ الأخذِ وتهويلِه واستحقارِ المأخوذينَ المنبوُذينَ ما لا يخفى كأنَّه تعالى أخذَهم مع كثرتِهم في كفَ وطرحَهم في البحرِ، ونظيُره قولُه تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ والأرض جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسماوات مطويات بِيَمِينِهِ} {فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة الظالمين} وبيَّنها للنَّاسِ ليعتبرُوا بها {وجعلناهم} أي صيَّرناهم في عهدِهم {أَئِمَّةً يَدْعُونَ} النَّاسَ {إِلَى النار} إلى ما يُؤدِّي إليها من الكفرِ والمَعَاصي أي قدوةً يَقتِدي بهم أَهلُ الضَّلالِ لمَّا صرفُوا اختيارَهم إلى تحصيلِ تلك الحالةِ وقيل سمَّيناهم أئمةً دعاةً إلى النَّار كما في قولِه تعالى: {وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا} فالأنسبُ حينئذٍ أن يكونَ الجعلُ بعدهم فيما بين الأممِ وتكونَ الدَّعوة إلى نفسِ النَّارِ وقيل: معنى الجعلِ منعُ الألطافِ الصَّارفةِ عن ذلك {وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ} بدفعِ العذابِ عنُهم بوجهٍ من الوجوهِ.
{وأتبعناهم في هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً}.
طردًا وإبعادًا من الرَّحمةِ ولعنًا من اللاعنينَ حيثُ لا يزالُ يلعنُهم الملائكةُ عليهم الصَّلاة والسَّلام والمؤمنون خَلَفًا عن سَلَفٍ {وَيَوْمَ القيامة هُمْ مّنَ المقبوحين} من المطرُودينِ المُبعدينَ وقيل من الموسُومين بعلامةٍ منكرةٍ كزرقةِ العُيون وسوادِ الوجهِ قالَه ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. يُقال قبَّحه الله وقبَحه إذا جعلَه قبيحًا وقال أبوُ عُبيدةَ: من المقبُوحين من المُهلكينَ ويومَ القيامةِ إمَّا متعلقٌ بالمقبوحينَ على أنَّ اللامَ للتعريفِ لا بمعنى الذي أو بمحذوفٍ يُفسره ذلك كأنَّه قيل: وقُبحوا يومَ القيامةِ نحو {لعملِكم من القالينَ}. اهـ.